في تطور لافت أعلن حزب الله عن سقوط ستة من مقاتليه في غارة قال أن الطيران الاسرائيلي نفذها ضد مجموعة من عناصره على الأراضي السورية. وهو حدث شغل الساحة السياسية اللبنانية، وينتظر أن تتردد أصداؤه في الأيام المقبلة، وذلك لأكثر من سبب ودافع.
ففي الوقائع، يأتي إعلان حزب الله عن سقوط مقاتليه في تلك الغارة، كأول اعتراف رسمي من قبله بانخراطه في المواجهات العسكرية القائمة في أقصى جنوب سوريا. وتحديداً في المنطقة المحاذية للحدود السورية مع اسرائيل. ذلك أن النعي الرسمي الذي وزعته الدائرة الإعلامية لدى حزب الله، أكد أن الضحايا سقطت في محلة مزرعة الأمل، في بلدة القنيطرة السورية. وهي البلدة التي شهدت معارك ضارية بين الجيشين السوري والاسرائيلي، خلال حرب تشرين 1973. والتي ظلت بعد نهاية تلك الحرب تحت السيادة السورية، مع وجود قوات للأمم المتحدة فيها، وهي قوة "أندوف". علماً أن التنظيم الشيعي الأول في لبنان والمنطقة، كان قد اشتبه طيلة الفترة الماضية، بتوسيع وجوده العسكري على الأراضي السورية، من محيط دمشق وحمص، وصولاً إلى الحدود السورية الاسرائيلية. وهو ما كان ترافق مع تسجيل سلسلة حوادث في تلك الزاوية التي تشكل جزءاً من مثلث الحدود اللبنانية السورية الاسرائيلية. ومن تلك الحوادث العبوة التي استهدفت جنوداً اسرائيليين في منطقة شبعا اللبنانية المحتلة، المحاذية للجولان السوري المحتل، في 14 آذار 2014. والعبوة التي استهدفت جنوداً اسرائيليين أيضاً في عمق الجولان نفسه، بعد أربعة أيام فقط على العبوة الأولى في 18 آذار نفسه. علماً أن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، كان قد أعلن تبني حزبه للعبوة الأولى الواقعة ضمن الأراضي اللبنانية المحتلة، وذلك في مقابلة صحافية له في 7 نيسان. وصولاً إلى إعلان حزب الله عن تفجيره عبوة في دبابة اسرائيلية في منطقة شبعا، في 7 تشرين الأول الماضي، لكن في منطقة شبعا، التي تعتبرها الحكومة اللبنانية أرضاً لبنانية تحتلها اسرائيل.