بغداد — لم يعد الهاتف المحمول يفارق جيب بسمة بعدما كانت ترميه في أيّ مكان في المنزل سابقاً، فالأمر تغيّر. إنّها تنتظر على الدوام اتّصالاً من والدها، الذي يقيم في الموصل، ولم يستطع الخروج مع أولاده وزوجته إلى مدينة أخرى آمنة.
تزوّجت بسمة في بغداد منذ أعوام، وتربطها بوالدها علاقة حميمة، وكان لا يمرّ شهر من دون أن تذهب لرؤيته أو يأتي هو إلى العاصمة لرؤيتها، إلّا أنّ الحال تغيّر، فلم تر الموظفة في وزارة الاسكان العراقية والدها منذ حزيران/يونيو الماضي، أيّ منذ سقوط مدينة الموصل بشكل دراميّ في يدّ تنظيم "الدولة الإسلاميّة" المعروف بـ"داعش".