إنّ رجال الدين والمؤسّسات الدينيّة في الشرق الأوسط تؤدّي دوراً ثنائيّاً من حيث أنّها قد توقد الزيت أو الماء على نیران الصراعات والأزمات. لقد بادرت مراجع دينيّة كبيرة في كلّ من قمّ والنّجف، في شكل متزامن، بإرسال دعوات إلى القيادات السياسيّة في بلادها للتوجّه نحو تحسين العلاقات مع السعوديّة، لأنّه سيصبّ في مصلحة المسلمين ويخفّف من الصراع القائم ويوحّد جبهة الكفاح ضدّ الإرهاب والتطرّف الدينيّ. وقد جاء الطلب في سياق التطوّرات الأخيرة في المنطقة، الّتي أدّت بالسعوديّة إلى اتّخاذ موقف صارم تجاه السلفيّة الجهاديّة والعمل بإجراءات إصلاحيّة في سياستها الداخليّة والخارجيّة.
لقد نشرت رسالة شفهيّة في الثالث من ديسمبر هذا العام من الشيخ وحيد خراساني، وهو من المراجع الكبيرة في قمّ حول ضرورة تحسين العلاقات بين إيران والسعوديّة. وقد وجهت الرسالة إلى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النّظام في إيران علي أكبر هاشمي رفسنجاني، حملها إليه أحد المقرّبين إليه، وهو السيّد طه هاشمي.