يعيش لبنان هذه الأيّام ساعات عصيبة، على خلفيّة الأزمة االمستعصية التي بدأت في 2 آب/أغطس الماضي، حين تمكّن مسلّحو "الدولة الإسلاميّة" و"جبهة النصرة" من خطف عدد من العسكريّين اللبنانيّين، من جيش وقوى أمن داخليّ. فمنذ ذلك الحين، هدّد إرهابيّو هذين التنظيمين بتصفية الأسرى، ما لم تنفّذ الحكومة اللبنانيّة مطالبهم. وقد عمدوا فعلاً إلى قتل ثلاثة من رهائنهم، حيث قتل إرهابيّو "الدولة الإسلاميّة" إثنين منهم ذبحاً، وقتل إرهابيّو "النصرة" ثالثاً بالرصاص. أمّا مطالب الإرهابيّين فمتعدّدة، أبرزها إطلاق السجناء الإسلاميّين السنّة الموقوفين لدى الحكومة اللبنانيّة، في ملفّات جنائيّة عدّة.
لكن ما فاقم الوضع، هو تمكّن إرهابيّي "الدولة الإسلاميّة" و"النصرة" من اللعب على أوتار التناقضات المذهبيّة اللبنانيّة الداخليّة. وهو ما دفع عدداً من أهالي العسكريّين المخطوفين، خصوصاً من أبناء الطائفتين السنيّة والدرزيّة، إلى تنفيذ اعتصامات على الطرقات اللبنانيّة، وقطعها أمام العابرين، وذلك لمطالبة الحكومة اللبنانيّة بالقبول بما سمّي بمبدأ "المقايضة"، أي إطلاق الإرهابيّين السنّة المسجونين، مقابل تحرير أبنائهم العسكريّين المخطوفين من قبل التنظيمين الإرهابيّين.