تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

العقدة المسيحية

Firefighters extinguish a fire from burning cars at the site of an explosion in the Haret Hreik area, in the southern suburbs of the Lebanese capital Beirut January 21, 2014. A suicide bomber killed four people on Tuesday in the residential neighbourhood of southern Beirut known for its support of Shi'ite military and political group Hezbollah, security sources said. REUTERS/Stringer (LEBANON - Tags: POLITICS CIVIL UNREST) - RTX17NZH
اقرأ في 

وفجأة تعثر مسار تشكيل الحكومة في لبنان، تماماً كما كان ، وفجأة أيضاً،  قد تحلحل منذ اسابيع. لم ولن يتوقف مسلسل المفاجآت فقد ترى النور الحكومة في الأيام المقبلة.  أما "العقدة المسيحية"، لم يتضح بعد إذا ما كانت هي فعلاً ما حال دون تأليف الحكومة أو أن هناك أسباباً أخرى أوأبعاداً إقليمية لدى الأطراف الفاعلة في عملية التشكيل تتخذ من الإعتراضات أو المطالب المسيحية غطاءً لعودتها عن ما قامت به مؤخراً من تسهيلات وتنازلات أشاعت أجواء التفاؤل بقرب ولادة الحكومة العتيدة.

لا أحد يشك بالبعد الداخلي لإشكالية تأليف الحكومة .التوازنات الدقيقة التي كان يقوم عليها البلد الصغير تداعت بفعل إنكشاف الساحة اللبنانية على صراعات الشرق الأوسط ودخول اللاعبين الإقليميين الكبار على البلد الصغير وإستخدامهم لمعادلة الطوائف في التركيبة اللبنانية. ولا أحد يشك نتيجة ذلك أن هناك ،ومنذ توقيع إتفاق الطائف،  شعوراً غالبأً لدى المسيحيين بالتهميش والغبن لا بل قل الشعور بالخديعة الناتج عن إدراكهم أن التنازل عن الأمتيازات التي ضمنها لهم دستورما قبل وثيقة الطائف لم يأتي بالأهداف المرجوة إن كان لجهة ضمان سيادة البلد الصغير أو لجهة درئه عن صراعات المنطقة. لا بل كانت أولى سنين الطائف عنواناً للوصاية السورية وتلاشي مقومات السيادة الوطنية . ولطالما تركزت المطالب المسيحية ومنذ الإستقلال على ضرورة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة. لهذه الأسباب لم يشارك لبنان بفعل وعي قياداته الوطنية والمسيحية على وجه الخصوص المسيحية بأي من الحروب العربية الإسرائلية متمسكاً بإتفاق الهدنة الموقع عام 1949، وللأسباب نفسها رفضت الزعامات المسيحية إمتداد الموجة الناصرية الى الداخل اللبناني الذي كان على وشك الوقوع في حرب أهلية لولا حكمة عبد الناصر نفسه الذي أدرك أهمية الحياد لبلد قائم على التنوع ومحكوم بتوازنات دقيقة فوقع مع الرئيس فؤاد شهاب إتفاقاً ضمن تحييد لبنان بالحد الأدنى، ولهذه الأسباب أيضاً وأيضاً  إصطدمت الأحزاب المسيحية مع المقاومة الفلسطينية لإعتقادهم أن العمل الفدائي إنطلاقاً من الأراضي اللبنانية يشكل تحدياً لسيادة دولتهم لا بل يهدد كيانهم. وما لبثت باقي القيادات اللبنانية التي أدركت خطورة أنكشاف الساحة اللبنانية على الصراع العربي الإسرائيلي أن لاقتهم في هذا الموقف ورفضت بالإجماع عام 1982 إتفاق القاهرة الموقع عام 1969 والذي يشرع وجود وعمل المقاومة الفلسطينية في لبنان.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.