قد تضررت الجبهة الشيعية المعتدلة كثيراً في العقود الاخيرة بسبب الضغوط التي تحملتها من قبل المتشددين السنة والشيعة من كلا الطرفين. فقد اعتبروهم المتشددون الشيعة بأنهم خونة يضربون في خاصرة المشروع الشيعي من الداخل؛ كما لم يميز المتشددون السنة بينهم وبين متشددي الشيعة ضمن رؤية دينية متطرفة على أساس أن كل شيعي فهو ضال منحرف. والآن بعد الخسائر التي حمّلتها وتحمّلتها مشاريع الاسلام السياسي المتشدد، نشاهد صعوداً للصوت الشيعي المعتدل ومحاولات لبلورة كيان اجتماعي واسع ينظم ويطور هذا التيار.
تاريخياً تمثل حوزة النجف الوجه المعتدل للمجتمع الشيعي، حيث تخرج منها عدد كبير من الشخصيات الشيعية المعتدلة ابرزهم ما عرف بجيل مدرسة الامام الخوئي المتميزة برفضها لفكرة ولاية الفقيه والقائلة بفصل الدين عن السياسة. وقد انتشر هذا الفكر في ايران، لبنان والخليج مقارناً مع انتشار الاسلام السياسي الشيعي المتمثل بفكرة ولاية الفقيه. وما زالت هناك فئة ناشطة من علماء الدين الشيعة الموالين لمدرسة الخوئي في حوزة قم.