ینقسم تاریخ العراق الحديث الى مرحلتين: استبداد مع أمان او حرية مع فوضى. وقد انتقل العراقيون بشكل متتالي من المرحلة الاولى للثانية ومن الثانية للأولى. وهكذا حين سعد العراقيون بسقوط الدكتاتورية في 2003 لم تمكث السعادة طويلاً حتى احاط الارهاب والقتل والرعب كل جوانب حياتهم. وما زالت تلك المرحلة مستمرة ضمن تطورات متنوعة الابعاد يصعب التنبؤ بمستقبلها.
وقد استقبل العراقيون جنرالات الانقلابات العسكرية بكل حفاوة لأنهم كانوا يشاهدون فيهم الوصول الى بر الأمان والخلاص من الفوضى. وهكذا هتفت الجماهير لكل قيادات الانقلابات العسكرية في البلاد بدءاً من ثورة تموز 1958 التي اطاحت بالعهد الملكي الى الانقلاب شبه الابيض الذي قام به صدام حسين في يوليو 1979 الذي استقال فيه الرئيس العراقي الاسبق احمد حسن البكر تحت ضغوط وتصفيات دموية لاعضاء حزب البعث.