لدى مشاهدة محطات التلفزة اللبنانيّة، تكاد تتعذّر عليك متابعة الخبر حتى نهايته. فما إن تبدأ بمشاهدة تقرير ما - مثلاً تغطية مأتم شاب لقي مصرعه في انفجار وقع مؤخراً في بيروت - حتى ينتقل المذيع فجأة إلى ضاحية أخرى في العاصمة أو مدينة لبنانيّة ثانية لتغطية مؤتمر صحافي يُدين إحراق مكتبة يملكها رجل دين مسيحي في طرابلس أو لإذاعة خبر مقتل ماجد الماجد، أحد قياديّي تنظيم "القاعدة" ومن أبرز الإرهابيّين المطلوبين في السعوديّة.
مع تفشّي الهجمات الإرهابيّة في لبنان - ناهيك بالتأخير في تشكيل حكومة وحدة وطنيّة والتأثير المباشر للحرب الأهليّة الدائرة في سوريا - تتحوّل البلاد سريعاً ساحة للقوى الإقليميّة التي تتنافس على النفوذ وتصفّي حساباتها على حساب الاستقرار في لبنان. التأثير على لبنان شبه فوري، ما يفسّر التشويش الذي يشعر به عدد كبير من اللبنانيّين نتيجة الأحداث الإقليميّة والداخليّة.