ثمّة صراع مسلح يدور في أثناء كتابة هذه المادة في محافظة صعدة شمال اليمن بين طائفتَين دينيّتَين ترى كلّ واحدة منهما أنها على صواب وأن الأخرى على خطأ وبالتالي يجب مواجهتها. ولكلّ طائفة منهما أنصارها الدينيّين والسياسيّين محلياً وإقليمياً أيضاً. فالأولى ويمثلها الحوثيّون (أنصار الله) هي حركة دينيّة/سياسيّة مسلحة تتبع المذهب الإسلامي الموالي لإيران، والأخرى ويمثلها السلفيّون وهم تيار ديني إسلامي سنّي (وهابي) يتبعون الإسلام الوهابي الذي تعتنقه السعوديّة رسمياً وتدعم من ينتمي إليه في خارجها كسلفيّي اليمن. وذلك بخاصة بعد نقض عرى تحالفها مع حركة الإخوان المسلمين وتأسيس حزب "اتحاد الرشاد اليمني" السلفي في اليمن مؤخراً. وثمّة انقسام موقفيّ حول ما يجري هناك يتماهى مع المواقف السياسيّة لكلّ طرف.
ويشارك السلفيّون والحوثيّون في العمليّة السياسيّة في اليمن من خلال مشاركة الطرفَين في مؤتمر الحوار الوطني. لكن كلّ طرف منهما لا يسمّي الطرف الآخر باسمه المعروف به بل بأسماء تعبّر في الأساس عن المعتقد الديني الذي يراه في الآخر. فالسلفيّون عند الحوثيّين هم "التكفيريّون"، بينما الحوثيّون لدى السلفيّين هم "الروافض". وهذه مصطلحات قديمة ما زالت الفرق الدينيّة المتصارعة سياسياً تتبادلها منذ بداية القرن السابع الميلادي، مع الإشارة إلى أن مصطلح "التكفيريّون" حديث.