تطغى ظاهرة العزاء الشيعيّة في خلال شهرَي محرّم وصفر الهجريَّين على الساحة الاجتماعيّة في المناطق الشيعيّة في العراق، بحيث ينتشر اللون الأسود والرايات والرموز الشيعيّة في أنحاء المدن والقرى وعلى الطرقات وتُبَث تسجيلات خاصة في كلّ مكان وتخرج مواكب العزاء في مسيرات كبيرة من أقصى مدن الجنوب والوسط لتنتهي إلى تجمّعات مليونيّة في العاشر من محرّم والعشرون من صفر في كربلاء.
وراحت هذه الظاهرة تشكّل سلطة اجتماعيّة شموليّة يصعب على غير الشيعة أن ينأوا بأنفسهم عنها. وبالتالي تؤدّي بغير الشيعة إلى التعاطي معها وفق واحد من خيارَين اثنَين: إما أن يتفاعلوا معها بشكل إيجابي تماهياً مع الأغلبيّة أو ينحازوا إلى هويّتهم الطائفيّة بشكل أعمق كردّ فعل على هذه السلطة الاجتماعيّة الشموليّة. وبالتالي، تشكّل كيفيّة ممارسة هذه الظاهرة تحدياً اجتماعياً لطوائف مختلفة في العراق بشكل أو بآخر.