لطالما قيل وكتب في الأبحاث الجنائيّة النظريّة أن الأهداف الحقيقيّة لأي عمليّة إرهابيّة لا تتمثّل في الذين يسقطون بنتيجتها، بل في الذين لا يسقطون من جرائها. بمعنى أن الضحايا الفعلّيّين للإرهاب ليسوا القتلى الذين يموتون بنتيجته، بل الأحياء الذين ينجون منه وخصوصاً الأحياء الذين لا يكونون ضمن الإطار الميداني للعمليّة الإرهابيّة. وهذا ما يفسّر تسمية عمليات كهذه باسم "إرهاب". فالكلمة تعني لغوياً ومفهومياً، لا أن تقتل بل أن "تُرهب"، أي أن تُخيف وتُرعب وتثير الذعر. وهذه الأفعال لا يمكن أن يعيشها القتيل، بل الحيّ. لذلك تقول النظريّة إن الإرهاب يستخدم أجساد قتلاه كوسيلة ليضرب عقول الأحياء ونفسياتهم كأهداف نهائيّة للإرهاب.
عمليّة التفجير التي استهدفت مقرّ السفارة الإيرانيّة في بيروت قبل أيام، في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، تشكّل بهذا المعنى درساً مفصلاً كاملاً حول كيفيّة تطبيق مبدأ الإرهاب.