يصعب رسم ملامح واضحة للسياسة السعوديّة في العراق بسبب الطابع المتحفّظ القائم على التكتّم الذي تتّسم به تلك السياسة. لا يخفى على أحد أن السعوديّة لا تكنّ الكثير من الودّ للحكومة العراقيّة التي تهيمن عليها الأحزاب الشيعيّة ولرئيس الوزراء نوري المالكي، وقد بيّنت تسريبات لمراسَلات دبلوماسيّين أميركيّين التقوا العاهل السعودي عبدالله من بعد العزيز أن الأخير لا يثق به إطلاقاً ويعتبره تابعاً لإيران.
إلى ذلك، كانت تصريحات للمالكي قبل أشهر عدّة قد لفتت إلى إمكانيّة إقامة محور اعتدال يضمّ العراق والسعوديّة والأردن في مواجهة ما اعتبره محور تطرّف داعم للإخوان المسلمين وبعض التنظيمات المتشدّدة، في إشارة على ما يبدو إلى قطر وتركيا. وقد أثار ذلك تكهّنات حول إمكانيّة إذابة الجليد بين الطرفَين. كذلك ثمّة من تحدّث عن تطبيع محتمل لتلك العلاقات. لكن تطوّرات الأزمة السوريّة والموقفان المتعارضان للبلدَين منها، توحي بأن مثل هذا التقارب ما زال بعيد المنال.