بينما تشخص أنظار العالم إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما لمعرفة متى -أو إذا كان- سوف يضغط على زرّ إطلاق العمليّة العسكريّة ضدّ النظام السوري المتّهم باستخدام السلاح الكيماوي ضدّ شعبه بعدما أدمت القلوب فظاعةُ الصور المنشورة لجريمة الغوطة التي هزّت العالم صباح 21 آب/أغسطس الجاري، فإن أنظار اللبنانيّين مشدودة أيضاً إلى الأساطيل المحشودة قبالة شواطئهم مرتقبة نتائج حدث من هذا النوع على بلدهم الصغير، هم الذين لهم مع حروب الكبار وتحرّكات الأساطيل تاريخ طويل.
ما زال في البال مجيء الأسطول الأميركي إلى لبنان في العام 1982 وقصفه في العام التالي الضاحية الجنوبيّة لبيروت ومواقع قوات كانت متحالفة مع النظام السوري نفسه الذي هو اليوم في مواجهة مع الإدارة الأميركيّة، ثم خروجه من العاصمة اللبنانيّة بعد تفجير انتحاري مزدوج بواسطة شاحنتَين مفخّختَين استهدفتا مبنيَين للقوات الأميركيّة والفرنسيّة وأدّتا إلى مقتل 241 أميركياً و58 فرنسياً، وقد اتهم في تلك العمليّة ومنذ ذلك الوقت حزب الله. لم يحقّق تحرّك الأسطول السادس في حينه أهداف الإدارة الأميركيّة وذلك لجملة اعتبارات، أهمّها وجود اتحاد سوفياتي قائم بكلّ مقوّمات قوّة عظمى، أما على رأس تلك الاعتبارات فرفض عربي عارم لأيّ تدخّل غربي.