تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

هل تشهد بيروت انقلاباً سياسياً؟؟

Lebanese oppositon Christian leader and head of the Free Patriotic Movement Michel Aoun (C), accompanied with his parliamentary bloc, speaks during a news conference, after meeting Lebanon's President Michel Suleiman at the presidential palace in Baabda, near Beirut, during the start of the two-day parliamentary consultations to choose a new prime minister, January 24, 2011.  Lebanese caretaker Prime Minister Saad al-Hariri said Monday he will not take part in a government lead by Hezbollah and its allies.
اقرأ في 

يدور منذ أسابيع كلام كثير في بيروت عن انقلاب حاصل في المواقف والتحالفات السياسيّة، انطلاقاً من تموضع جديد للزعيم المسيحي الأبرز الجنرال ميشال عون. وتتصاعد همسات وتوقّعات بأن يذهب عون تدريجياً في اتجاه الابتعاد عن حلفائه الشيعة، والاقتراب أكثر من الزعيم السني الأوّل، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. فما هي الأسباب الفعليّة لهذه الأجواء، وما هو مقدار الصحّة في توقّع تبديل جذري في المشهد السياسي اللبناني؟

بدأ الكلام عن تغيير في الموقف السياسي للجنرال عون، تحديداً بعد فشل لبنان في إجراء انتخابات نيابيّة. وذلك، على أثر فشل البرلمان اللبناني في إقرار قانون جديد لتلك الانتخابات. هكذا وصل النواب اللبنانيّون في نهاية أيار/مايو الماضي، إلى ختام المهلة الدستوريّة المتاحة أمامهم لاتخاذ قرار برلماني ما. فإما أن يقرّوا قانوناً جديداً، وإما أن يقبلوا بإجراء انتخابات وفق القانون السابق الذي ما زال نافذاً، وإما أن يمدّدوا ولايتهم التي تنتهي أصلاً في 20 حزيران/يونيو 2013. عند هذا الحدّ، كان موقف عون واضحاً: الأولويّة لقانون جديد، وإلا فالذهاب إلى انتخابات في ظلّ أحكام القانون الساري. لكن المحظور بالنسبة إلى عون كان تأجيل الانتخابات أو تمديد ولاية البرلمان. غير أن حلفاءه من الشيعة، وخصوصاً من حزب الله وحركة "أمل" التي يرأسها رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي، كانت لهم حسابات أخرى. فهم لم يكونوا واثقين من الفوز في أي انتخابات تُجرى الآن، فضلاً عن اعتقادهم بأن حصول انتخابات في الظروف المتوتّرة مذهبياً بينهم وبين السنّة والمضطربة أمنياً في أكثر من منطقة لبنانيّة، قد يؤدّي إلى مزيد من الصراع المذهبي أو حتى وقوع "الفتنة" المذهبيّة الكبرى التي يعتبرها الشيعة مقتلاً لهم كما لكلّ لبنان. يُضاف إلى تلك الأسباب، انشغال حزب الله في حينه بالقتال في سوريا، بحيث كان لا يزال في خضم معركة مدينة القصير السوريّة قبل أن تسقط في أيدي مسلحيه في 5 حزيران/يونيو الماضي. لكلّ هذه الأسباب، قرّر الشيعة عدم الأخذ باعتبارات حليفهم المسيحي، لا بل تقاطعوا مع خصومهم المشتركين من سنّة الحريري ودروز وليد جنبلاط ليقرّوا في 31 أيار/مايو تمديد ولاية المجلس النيابي 20 شهراً، وذلك في جلسة برلمانيّة قاطعها عون ونوابه لوحدهم.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.