لم يكن ينقص معارضي حزب الله في بيروت إلا نتائج الانتخابات الرئاسيّة الإيرانيّة، ليكملوا مشهد ما باتوا يسمّونه "الهزيمة السياسيّة للانتصار العسكري" لحزب الله في مدينة القصير السوريّة. ذلك أنه منذ سقوط تلك البلدة الاستراتيجيّة في أيدي مقاتلي التنظيم الشيعي في الخامس من حزيران/يونيو الجاري، بدأ خصومه على الساحة اللبنانيّة يعلنون سراً وعلناً، أن الارتدادات السياسيّة والدبلوماسيّة لهذا النصر ستكون سلبيّة جداً على القوة الشيعيّة الأولى في لبنان. وذلك على قاعدة أن التوازن اللبناني الدقيق والهشّ لا يسمح لأي فريق بالانتصار الكامل، لا بل أن هذا التوازن يجعل من أي فوز لأي طرف بمفرده في معركة جزئيّة، الخطوة الأولى لهزيمته لاحقاً. ويؤكّد خصوم حزب الله أن كل التجارب اللبنانيّة السابقة شاهدة على ذلك.
هكذا بعد القصير، بدأ خصوم حزب الله تعداد ما اعتبروه مؤشّرات الهجوم المضاد، المتراكمة على كل المستويات: