يتم تعريف احداث "الحويجة" الدامية في العراق على الدوام باعتبارها امتداد للصراع السياسي والامني والطائفي العراقي، لكنها في وجه آخر لها مثلت الاختبار الاكثر خطورة للنظام السياسي العراقي الجديد وقدرته على مواجهة الازمات الامنية من دون ان يتخلى عن القيم الديموقراطية، ومباديء حقوق الانسان.
حتى صدور تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش حول الاحداث والذي شكك فيه بقوة بالرواية الرسمية العراقية، وطالب بتحقيق شفاف حول مقتل اكثر من ٥٠ شخصاً وجرح ١٨٠ اخرين خلال اقتحام ساحة تظاهرات بلدة الحويجة (١٨٠ كلم شمال بغداد) على يد قوات من الجيش العراقي في ٢٣ من ابريل الماضي، كان الشارع العراقي منقسم بين روايتين احدهما تؤكد ان الجيش العراقي تعرض الى هجوم من "ارهابيين، وبعثيين" خلال عملية الاقتحام وانه فتح النار دفاعاً عن النفس، وثانية تنقل عن اهالي الحويجة تعرض متظاهرين عزل لفتح نار غير منضبط.