لم يكن من السهل على بشير علي (55 عاماً) استعادة تلك المشاهد المفزعة التي عاشها في سجون نظام صدام حسين في ثمانينات القرن الماضي.. لم يحبس دموعه عندما تذكر مشهد اغتصابه خلال التعذيب لانتزاع اعترافات منه بالتآمر ضد النظام و انتماءه لحزب الدعوة.. لكنه يفاجيء الجميع بموقف مختلف عندما يقارن وضع العراق في تلك المرحلة وما وصل اليه اليوم :"العراق بعد 10 سنوات من تغيير نظام صدام حسين لم ينجح في طرح نموذج افضل من ذلك النظام".
علي الشيعي القادم من جنوب العراق يبدو شاهداً فوق العادة فهو لاينظر الى الامور من زاوية مأساته الشخصية بل يقول :"اليوم لاخدمات ولا امن والعراق يعيش على حافة الحرب الاهلية. الافق مسدود في غالب الاحيان. نعم صدام كان ظالماً، لكن حكمه وفر الامن والخدمات، والنظام الذي خلفه خان احلامنا العريضة بالامن والاستقرار".