المشهد العراقي منذ العام 2010 حتى الان يكشف عن مفارقة لاتنسجم مع حراكات "الربيع العربي" فالاخوان الذين قفزوا الى السلطة في دول ذلك الربيع وجدوا انفسهم منذ ذلك التاريخ في العراق خارج اللعبة السياسية، عندما خسروا انتخابات العام 2010 واكتسحت قواعدهم الشعبية "القائمة العراقية" التي يقودها شيعي علماني وقياداتها من المنسحبون من "الحزب الاسلامي" الذي يمثل الشق "الاخواني" للعراق.
ذلك المشهد لايكشف فقط عن الاحباط الذي اصاب "الاخوان" في العراق عندما تراجعوا عندما صعد نظراؤهم في الشرق الاوسط، بل انه يفسر في مدخل عريض منه تمسك الحزب بالتظاهرات التي انطلقت في المدن السنية اخيراً وكانت تحمل شعارات تعبر عن مطالب محددة، قبل ان تتخللها شعارات وافكار ذات طابع طائفي، وقبل ان يخلي رجال العشائر والسياسيون منصاتها الى رجال دين هم في الغالب ينتمون الى الجزء الاخواني العراقي.