تطلب الولايات المتحدة الأميركية من أوروبا إدراج حزب الله على لائحة الارهاب . الموقف الاوروبي حيال الموافقة على هذا المطلب الاميركي، يواجه حساسية خاصة. فمعظم الدول الاروربية لديها جنود في قوة اليونيفيل العاملة في منطقة جنوب لبنان التي هي معقل نفوذ حزب الله، ومركز ثقل قاعدته الشعبية. ثمة ، نظريا، خشية من انه في حال ادرج الاتحاد الاروربي، الحزب على لائحة الارهاب، فان ذلك سيؤثر بشكل سلبي على سلاسة علاقة جنود الونيفيل الاوروبيين، بابناء المنطقة اللبنانية التي يتواجدون فيها.
واغلب أظن انه فيما لو ترك قرار صياغة موقف اوروبا من هذه القضية ، لقادة وحداتها العسكرية ضمن اليونيفيل ، لاجابوا على نحو مغاير لتلك الاجابة السائدة، الان، في معظم وزارات خارجية دول الاتحاد الاوروبي. ويعبر هذا الامر، عن وجود فارق جوهري بين الرؤية السياسية التي تختبر الوضع السياسي على الارض، وتلك التي يتم صياغتها من بعيد. ولعل مفاجأة واشنطن ، بمقتل سفيرها في بنغازي على ايدي ثوار دعمت وصولهم الى الحكم، هو تعبير عن السياسة الدولية المنفصلة عن تفاصيل الواقع السياسي في الشرق الاوسط، ما يجعلها سياسة "تضييع نكبات لذاتها" .